مقال
الأمن الغذائي السعودي … من التعزيز إلى الاستدامة
عبدالله بن ناصر البدر
رئيس مجلس إدارة معهد الصناعات الغذائية
نجحت المملكة العربية السعودية في الحفاظ على أمنها الغذائي في ظل التحديات العالمية الناجمة عن التوترات الجيوسياسية؛ نتيجة التداعيات السابقة لجائحة كورونا من ناحية، والنزاع العسكري القائم في شرق أوروبا، من جانب آخر، وهو الأمر الذي أثر على سلاسل الإمداد عالميًا، و أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية.
والسؤال الذي يفرض نفسه، كيف تمكنت المملكة العربية السعودية من تعزيز الأمن الغذائي واستدامته في ظل الأزمات العالمية المتلاحقة وارتفاع أسعار الغذاء؟!
إن رؤية المملكة 2030 قادت استراتيجيا تحول المملكة الفعلي من تعزيز الأمن الغذائي والعمل على توفير اﻟﻐﺬاء إلى استدامته عبر تفعيل الدور المجتمعي والمؤسسي لإطلاق العديد من البرامج والمبادرات التي شكلت فيما بينها منظومة متكاملة تربط بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في تنفيذ مشاريع من شأنها تحقق الأمن الغذائي في مملكتنا الحبيبة.
وقد ساعد هذه المنظومة مجموعة من القرارات الحكيمة لحكومتنا الرشيدة، منها قرار تحويل «مؤسسة الحبوب» إلى «الهيئة العامة للأمن الغذائي» لتعمل في عدة محاور أساسية يضمن تحقيق الأمن الغذائي، إلى جانب إيجاد حوكمة شاملة للمنظومة، والعمل على إنشاء نظام للإنذار المبكر للأغذية، وحالات الطوارئ لإيجاد قاعدة بيانات موحدة لكافة السلع الغذائية الأساسية.
ووفقا لمنظومة تعزيز واستدامة الأمن الغذائي في المملكة فإن الكوادر البشرية الوطنية المدربة في القطاع صناعة الغذاء كان لها دورًا محوريًا في مواجهة أزمات إمداد الغذاء أبان الجائحة وتداعياتها واتخاذ إجراءات استباقية، لاستدامة الإمدادات الغذائية والحفاظ على احتياجات المملكة من السلع الأساسية، وضخ المزيد من المعروض في الأسواق.
وفي هذا الشأن، يعتبر معهد الصناعات الغذائية وهو أحد أهم مبادرات شركة المراعي بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وصندوق الموارد البشرية (هدف) الذي تأسس عام ٢٠١١ بهدف تأهيل كوادر سعودية متخصصة ومهنية في قطاع صناعة الغذاء عن طريق نظام أكاديمي مهني، قادر على دعم سوق العمل بمتخصصين في مجال صناعة الغذاء، باستثمار سنوي يبلغ 36 مليون ريال، ويبلغ عدد المستفيدين من هذه المبادرة أكثر من 3300 شاب حتى اليوم.
وفي الختام لا يسعني إلا أن اتقدم بالشكر الجزيل لحكومتنا الرشيدة على رؤيتها المستنيرة التي أهلت المملكة لمواجهة الأزمات بشكل استباقي، واتخذت خطوات مهمة لتعزيز الأمن الغذائي، ووضعت استراتيجيات تهدف لتعزيز النمو الغذائي، ومواجهة تحديات التغير المناخي، وندرة الموارد المائية، إذ أسهمت تلك الجهود في تحسين مؤشرات الأمن الغذائي بالمملكة.