كتبه :فراس الجبريل – @firasAljebreel
اليوم الوطني السعودي 91.. وطني للمجد والعلياء
اليوم الوطني أعظم مناسبة في تاريخ أمجاد هذه البلاد نُحييها بالأمل والعمل والاحتفال من أجل رفعة وسمو وطننا ونتذكر فيها أيضا المؤسس الباني والقائد العبقري «الملك عبد العزيز – رحمه الله»، الذي ضحّى من أجل مستقبل شعبه ووضع لبنة دولة أصبحت في مقدمة الدول عربيًا وإسلاميًا وعالميًا، احتفالنا بهذا اليوم الجليل نابع من حب كبير وتقدير للوطن وقادته وولاة أمره وفّقهم الله.
«هذا المكان بُدئ منه توحيد المملكة من خلال 63 فردًا وجُمع الشعب وكونت الوحدة في هذه البلاد على كتاب الله وسنة رسوله، وهذا – ولله الحمد – توفيق من الله للملك عبد العزيز ورجاله؛ أن يوحّدوا هذه البلاد، حتى أصبحت بلادًا موحدة تعتز بدينها وتعمل بكتاب الله وسنة رسوله»، بهذا التواضع والكلمات التي مثلت دستورًا لقادة المملكة وشعبها وشبابها تتواصل مسيرة الوطن على مدار أكثر من 9 عقود.
التاريخ والتأسيس
في 23 سبتمبر من كل عام، تحتفل المملكة باليوم الوطني السعودي، وهو التاريخ الذي يعود إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسس عبد العزيز برقم 2716، وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351هـ، الذي قضى بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، إلى المملكة العربية السعودية.
ويُمثل هذا اليوم مناسبة خاصة للشعب السعودي، ودليل على الكفاح والعمل على توحيد المملكة على أيدي قادتها، ومن ثم الانطلاق في جهود البناء وخدمة دين الله ورسوله وحماية المقدسات.
الملك المؤسس
الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، عاهد الله وشعبه على توحيد هذا الوطن وبناءه وخدمة بلاده والمسلمين، وقاد هذه المهمة باقتدار عبر سنوات حكمه المزدهرة ليُسلم الراية لأبنائه من بعده.
وعلى يد الملك عبدالعزيز بدأ تطور وتقدم المملكة، فدب الاستقرار السياسي بعد سنين من الاضطراب، وكانت وحدة الحكم من أهم العوامل التي مهدت دخول المملكة مرحلة جديدة من النمو الازدهار الحضاري.
وسعى الملك عبدالعزيز إلى تسوية أوضاع البلاد والانطلاق في نهضتها، مع اكتشاف البترول بعد 4 سنوات عصيبة، وتأمين الاعتراف بها مع الدول العربية المجاورة أولًا، ثم مع باقي الدول العربية والإسلامية، وصولًا إلى دول العالم، فعقد مع الدول العربية اتفاقيات ومعاهدات تهدف إلى تسوية الحدود مع هذه الدول من جهة، وخلق أجواء من السلم والأمن والصداقة معها من جهة أخرى، علاوة على إقامة علاقة دبلوماسية تلبي مصالح البلاد مع دول العالم دون الإخلال بثوابتها.
بناء الوطن
نهضة المملكة قامت على سواعد أبنائها وبأيادي شبابها مُنذ التأسيس وحتى اليوم، والمسيرة مستمرة بفضل التخطيط والرؤى التي تُوضع على يد القادة بهدف تحقيق المزيد من التقدم والازدهار.
البركة بالشباب
تُعد السعودية واحدة من الدول التي تهيمن فئة الشباب على تركيبتها السكانية، إذ إن أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 34 مليون نسمة تحت سن 30 سنة، ومع متوسط معدل النمو السنوي للسكان المقدر %2.52 سنويًا، ستكون المملكة بحلول عام 2030 إحدى الدول ذات التركيبة السكانية الأصغر عمرًا في العالم.
يمكن أن تقدم التركيبة السكانية اليافعة – عند استثمار إمكاناتها بشكل صحيح- قوة إيجابية للنمو الاقتصادي والتنمية، وأن تُسهم في زيادة الإنتاجية، وريادة الأعمال والابتكار، والتطور التقني، وكسب إيرادات أعلى تجذب أفضل المواهب.. وتظهر ثروة جديدة في صحراء شبه الجزيرة العربية التي اشتهرت منذ قرون بأنها مركز للتجارة والثقافة والتعليم، وهي الشباب.
استمرار المسيرة
دائمًا ما راهنت القيادة السعودية على الشباب لاستكمال مسيرة الوطن، وانطلاقًا من رؤية المملكة 2030 ورهانها المستمر على الشباب السعودي الواعد باعتبارهم من أهم وأكبر الفئات الأساسية فيها، وفي سعيها لتحقيق رؤية المملكة 2030، أطلقت الجهات العامة الكثير من البرامج والمشاريع لتمكين الشباب ضمن برامج ومشاريع مبادرات التحول الوطني، بهدف زيادة مشاركة الشباب اجتماعيًا وفي سوق العمل.
الحصاد
رؤية 2030 ستحقق الزيادة في أعداد العاملين من فئة الشباب لاقتصاد المملكة فرصة جديدة لتحقيق «عائد ديموجرافي»، وهي إمكانات النمو الاقتصادي التي تنتج عن التحول في التركيبة العمرية للسكان. منطقة الشرق الأوسط تسجل بشكل عام أحد أسرع معدلات النمو السكاني لفئة الشباب، الأمر الذي قد يتمخض عن إيجاد منطقة قوامها التنوع وزيادة مستوى مشاركة المرأة في الحياة العامة.
وبعد مرور 5 سنوات على إطلاق رؤية 2030 تتواصل مسيرة بناء الوطن وحصد النتائج على يد قادة الوطن وشبابه الساعين إلى وضع المملكة على خريطة الدول العالمية في جميع المجالات الصناعية والإنتاجية والتعليمية والرياضية.