صناعة الغذاء فى السعودية.. قفزة عملاقة

image_pdf

كتبه : فراس الجبريل – @firasAljebreel

صناعة الغذاء فى السعودية.. قفزة عملاقة

صناعة الأغذية في المملكة.. من الاستيراد إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي

المملكة تمتلك 915 مصنعًا للصناعات الغذائية

السعودية تستحوذ على 53% من سوق الأغذية والمشروبات في دول مجلس التعاون الخليجي

اهتمت قيادة وحكومات المملكة العربية السعودية على مدار عقود بصناعة الأغذية ونجحت في تحقيق الأمن الغذائي لتوفير الرفاهية للمواطن السعودي، كما تطورت الصناعة من سد الاحتياجات المحلية إلى التصدير للوطن العربي، عبر إنشاء شركات ومصانع مزودة ببنية تحتية وإمكانيات على أحدث الطرازات العالمية.

وتستحوذ السعودية على 53% من حجم سوق الأغذية والمشروبات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وتتوزع صناعة الغذاء في المملكة على 12 نشاطًا أساسيًا، من أهمها صناعة الألبان ومنتجاتها، وتليها صناعة العصائر والمشروبات، ومصانع تعبئة الفواكه والخضروات وتغليفها، وحفظ السمك، وصناعة الزيوت النباتية والحيوانية والدهون، وطحن الحبوب والغلال، والخبز ومنتجاته، وصناعة السكر وتكريره، وأعلاف الحيوان والطيور، وإنتاج اللحوم.

استراتيجية مدروسة

تركزت استراتيجية المملكة منذ سنوات على الاستثمار في العديد من المجالات التي تهم المواطن السعودي ومنها المواد الغذائية وأصبحت الألبان والعصائر والفواكه والزيوت النباتية والحبوب والسكر وأعلاف الحيوانات والطيور والكاكاو من أهم صادرات السعودية خلال السنوات الأخيرة.

نموذج الألبان

تحولت المملكة العربية السعودية في أقل من نصف قرن من دولة تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتى فى منتجات الألبان ومشتقاته إلى مصاف الدول المصدرة على مستوى الشرق الأوسط والعالم، نتيجة التوازن فى الخطط والسياسات التنموية خاصة في قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية .

ويتصدر قائمة منتجات الأمن الغذائي الوطني قطاع الألبان من حيث القيمة الغذائية، والقيمة المضافة في الناتج المحلي، فضلاً عن إسهام مُجمعات الألبان الزراعية والصناعية بفضل خبرتها في توطين التقنية في هذه الصناعة الحيوية واستقطاب الكوادر الوطنية المؤهلة والعمل على تنمية القدرات والمهارات .

وتمكن قطاع الألبان فى المملكة بفضل الدعم الحكومي من تحقيق الاكتفاء الذاتى، كما تمكنت الكثير من منتجاته من الدخول إلى العديد من الأسواق الأجنبية كمنافسة في الجودة الأعلى والسعر الأقل.

واستناداً لآخر الإحصائيات كما أوضح رئيس اللجنة الوطنية لمنتجي الألبان الطازجة بمجلس الغرف السعودية صالح الطويان، بلغت الشركات المتخصصة بإنتاج الألبان ومشتقاتها بنهاية عام 2020م، 12 شركة وطنية فى المملكة ، تنتج 7 ملايين لتر بسعة تعبئة يومية تتجاوز 18 مليون عبوة تشمل نحو 35 منتجًا متنوعًا من الحليب الطازج ومشتقاته، تغطي مجمل الاستهلاك المحلي في أنحاء المملكة.

وأكد “الطويان”، أن شركات الألبان الوطنية ملتزمة بتأمين واستدامة الغذاء الصحي الآمن والكافي للمستهلك بجودة عالية وبشكل يومي وبالأسعار المناسبة للمستهلك، مفيداً أن هناك أكثر من 10 آلاف شاحنة تنقل وتوزع المنتجات يوميًا، و38 ألف متجر بيع تجزئة يستقبل المنتجات بشكل يومى، كما بلغ عدد السعوديين العاملين في شركات الألبان ومشتقاته 10500، فيما بلغ إسهام المحتوى المحلى فى قطاع الألبان أكثر من 7 مليارات ريال.

وتوسعت الشركات السعودية فى إنتاج الألبان ومشتقاته وأصبحت تُصدر ما يتراوح بين 20 % و30% من منتجاتها إلى الأسواق الخليجية، كما تُقدر حصة السوق السعودى بــ 60% من إجمالى السوق الخليجية، وبالنسبة للحليب الطازج فى السوق المحلية تقدر حصة الشركات السعودية بنحو 56.4 %.

أرباح رغم الأزمة

ورغم أزمة فيروس كورونا، قفزت أرباح 11 شركة بقطاع إنتاج الأغذية في العام 2020م بنسبة 106% مسجلة نحو 3.98 مليار ريال، مقابل 1.93 مليار ريال بنهاية 2019 بزيادة تفوق ملياري ريال.

وسجلت الشركات المدرجة، ضمن قطاع إنتاج الأغذية بسوق الأسهم السعودية، صافي أرباح بأكثر من الضعف خلال عام 2020، بزيادة 2.05 مليار ريال بنسبة 106.2%، وحققت خلال الربع الأخير من العام 1.29 مليار ريال.

وأرجعت الشركات ارتفاع صافي الربح إلى زيادة المبيعات وهوامش الربحية، وانخفاض المصاريف التشغيلية، وانخفاض صافي تكلفة التمويل ونمو الإيرادات، وإلى النمو فى مبيعات الشركة في الأسواق المحلية والدولية، نتيجة نجاح السياسات التسويقية والبيعية، التي تم تطبيقها خلال العام، علاوة على العمل على تحديث نظام الخصومات والحوافز للعملاء، بما يحقق أعلى ربحية للشركات.

طفرة كبيرة

الاستراتيجية التى وضعتها القيادة السعودية، نجحت خلال السنوات الأخيرة في تحقيق قفزة عملاقة في قطاع صناعة الأغذية، ليرتفع عدد المصانع الغذائية والمشروبات فى المدن الصناعية بنسبة 200 فى المائة إلى أكثر من 915 مصنعا خلال السنوات الـ 5 الأخيرة فى الفترة من 2016 وحتى الربع الثالث من 2020.

وقال قصي عبدالكريم، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسى المتحدث الرسمى المُكلف بالهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن”، إن الإحصاءات المحدثة التى أجرتها “مدن” أظهرت ارتفاعا في أعداد المصانع الغذائية والمشروبات بنسبة تقارب 200 فى المائة خلال الفترة المذكورة من 318 مصنعا فى 2016 إلى أكثر من 915 مصنعا بين منتج وتحت الإنشاء يتواجد غالبيتها فى القطاع الغربي بعدد 482 مصنعًا فيما يستحوذ القطاع الأوسط على 315 مصنعًا و 118 مصنعًا من نصيب القطاع الشرقي.

وأضاف “عبدالكريم”، أن البيانات الإحصائية كشفت تنوعا مهما فى المنتجات الغذائية لتشمل اللحوم بأنواعها والمخبوزات والألبان والعصائر الطازجة والمشروبات ومنتجات الحمية والحلويات وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *